ابدأ بالتواصل مع الأشخاص وتبادل معارفك المهنية

أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.

متابعة

ما مقياس الأدب العالمي؟

user-image
تم إضافة السؤال من قبل مها شرف , معلمة لغة عربية , وزارة التربية السورية
تاريخ النشر: 2016/08/17
مها شرف
من قبل مها شرف , معلمة لغة عربية , وزارة التربية السورية

يقاس الأدب عندما يخرج عن نطاق اللغة التي كتب بها إلى لغات أو آداب أخرى، أي أنه الأدب المترجم ضمن إطار التعاون الفكري، وأنه تبعاً لذلك يكون الأدب عالميّاً إذا تحدث عن قومية مختلفة. كما انه يقاس حينما يحرك المؤلف عوالمه ثم يقوم بسبكها في اتجاه إنساني وكوني يعالج أبسط التفاصيل وأعقدها في بيئته المحلية، ولتكن منطلقاً في المعالجة الإبداعية كما أرى. اليوم أغلب القضايا الإنسانية تعد هموماً مشتركة وتتخطى الحواجز الثقافية والعرقية، لهذا فليكن تجوال الكاتب من بيئته مستشعراً وقارئاً ما حوله، حتما سيعمل على تفكيك (الأحاجي) الاجتماعية والإشكالية المختلفة التي تعترضه، وبهذا تكتمل لديه الصورة حيث يصل إلى مراتب الأدب العالمي. فالأدب عندما يرتقي بخطابه الإنساني النبيل، بكل تأكيد سيصل ويعبر الحدود وحواجز اللغة ليقدم رسالته. لكن الأدب العالمي ينبغي ألا يشيخ حين يقدم تاريخ اصداره. بل أن يبقى مؤثراً على رغم مرور العقود وتعاقب الأجيال، فهذا البقاء والقدرة على التأثير هما ما يؤكدان أن بداخله جوهراً أصيلاً لا يمكن أن يتجاوزه الزمن أو يغض الطرف عنه. كما انه يقاس عندما يحمل متنه قيماً مشتركة لكل المجتمعات الانسانية، فلا يشعر القارئ بالغربة تجاه النص بل يعي ويدرك أن الكاتب يحاوره بذاته فيلغي الحدود الجغرافية أي يكتب لكافة القوميات. بالإضافة إلى عدم الاعتراف بالأزمنة أي عندما يتلاعب بالأزمنة. كما للاساطير والموروثات البشريةدور في إثارة فضول القارئ للبحث والتحري ومحاولة الوصول إلى الحقيقة والتركيز على اللغة .فكل ذلك يضفي صبغة مميزة للأدب تجعلنا نقيسه بما يحمل على عاتقه القيم والعادات والتقاليد الموروثة والمشتركة بين شعوب العالم كافة وتكون الترجمة للّغات المختلفة نتيجة وليست سبباً لذلك، و هو الذي لا يخضع لقومية معينة بل يشعر القارئ بأن العمل كُتب لأجله وحده.

حفصة المستظرف
من قبل حفصة المستظرف , سكرتيرة , مكتب محاماة : المحامية :خذيجة فاروق

شكرا أستاذة مها على الدعوة :أعتذر عن الإجابة وأتمنى أن تجيبي على السؤال لكي أستفيد من خبرتك  

جميعة بن ابريك
من قبل جميعة بن ابريك , مدرسة لغة عربية , نضال الاولى

الموسوعي الألماني "ثيروفون فيلبيرت" في كتابه "الأدب العالمي الحديث" لم يعتبر فيه سوى الأدب الأوربي المعاصر، والأدب الأمريكي المعاصر. وثمة قاموسان ألفتهما إليزابيث فرينزيل، ذهبت فيهما إلى أن الأدب العالمي هو -في أصله- منبثق من الأدب الغربي. في حين يرى فيلهالم ثيرنوس أن الأدب لا يحقق العالمية إلا إذا عمل على اكتشاف إمكانات الإنسان الجديدة بتحقيق نفسه ضمن الإمكانات الموجودة في المعطيات الموضوعية التاريخية. وإذا عمل كذلك على إفساح المجال لها لكي تلعب دورًا كاملاً في التعبير عنها بطريقة مناسبة لهذا الإنسان الحر، المنتمي إلى نوع من المخلوقات الواعية بخلق شروط عيشها، ولا يصل إلى مستوى تاريخي عالمي إلا الأدب الذي يلاحق آثار التاريخ العالمي. وإذا سمح لنا بالمبالغة أكثر في التعبير، فسنقول بأنه لا يدخل ميدان الأدب العالمي، ولا يصل إلى مرتبة يعتنى بها، إلا الأدب الذي يسلك طريق المبادرة ذات الأهمية التاريخية العالمية بالنسبة لعمليات المجتمع الإنساني المحدودة في نطاق محلي، بل وربما تقودها هذه المبادرة إلى الطريق الصحيح" (الثقافة العالمية - يوليو 1987). أي أن النظرة إلى العالمية يجب أن تتغير، وهي النظرة التي ترى في العالم الأوربي مقرًّا مميزًا للأدب العالمي، على الرغم من تأكيد روائي عالمي هو ميلان كونديرا أن رواية الجنوب، أسفل خط 35 "ثقافة روائية عظيمة، جديدة، يميزها حس غير اعتيادي للواقع، مقرون بخيال منطلق، يكسر كل قواعد المعقولية" (الطفل المنبود: رانية خلاف 39). وإذا لم يكن الأدب في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية قد تحقق له التفوق الصداري، فإنه -في الأقل- في درجة مساوية لإبداعات الغرب، وللأسف فإن صورة العرب في أعين الأوربيين ثابتة منذ القرن السادس عشر، لم يطرأ عليها أي تغير أو تحول. من هنا كان الزعم -عقب فوز محفوظ بنوبل- أنه -محفوظ- واحة في صحراء مجدبة!. وأذكر أني قلت للمستعربة الصديقة أولريكا شتيلي: عمليات ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية، هل هي تعبير عن اهتمام بأدب متفوق، وله موضعه بين إبداعات العالم، أم أن ذلك الاهتمام يتحدد في اعتباره ظاهرة حضارية؟. ولأن أولريكا شتيلي أمضت سنوات في عالمنا العربي تدرس وتتأمل وتسأل وتناقش، وتتعرف إلى التاريخ والمعتقدات والقيم والتقاليد، فهي لم تَعُد مجرد مستعربة. إنها تدرك أبعاد الصورة جيدًا، ملامحها وألوانها وظلالها وعمقها. فقالت: إن السلبية هي ما يريده الغرب في الإبداعات العربية. إنهم يريدون الحريم والخصيان والختان والتخلف والفقر. لا يعنيهم الفن بقدر ما تعنيهم الصور القاتمة!. مرحلة ما بعد نوبل محفوظ ماركيز.. سعيدا بحصوله على نوبل نبهتنا المستعربة الأسبانية كارمن رويث برابو إلى الأسلوب الذي قدمت به وسائل الإعلام في الغرب نجيب محفوظ إلى القارئ الأوربي "قدموه كأنه البطل الوحيد في عالم خاوٍ وجاهل، وراهنوا على أنه رجل المستقبل بالنسبة للعالم العربي". وأكدت المستعربة الأسبانية على واجب كل المشتغلين والمهتمين بالأدب العربي، وهو "الإثبات على أن محفوظ نابع من قاعدة واسعة وصلدة، وأنه يمثل الواقع العربي المعاصر". ومع أن صحفنا نقلت تصريح برابو -أبعاد المشكلة ووسائل حلها- فإننا اكتفينا بذلك، دون أن نجاوز التلقي السلبي إلى الفعل الإيجابي، فلا نرتكن -مثلاً- إلى التصور بأن ترجمة أدبنا إلى اللغات الأجنبية، هي الخطوة التالية لنوبل محفوظ، فضلاً عن التصور الأكثر سذاجة، بأن ما تصدره هيئة الكتاب من أعمال مترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية، سيلقى -منذ نوبل- رواجًا بدهيًّا.. ألا ينتمي أصحاب الأعمال المترجمة إلى بلاد صاحب نوبل؟!. لقد تمنى الكاتب الأمريكي جون فاولز أن يكون فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، ثقبًا في الستار اللغوي الحديدي الذي يحول دون وصول الإبداعات العربية إلى القارئ في الغرب. ولقد صدرت ترجمات لمحفوظ، ولعدد آخر من مبدعي الأجيال التالية، لكن الجدار الصلد ظل على تماسكه، فلم يتحقق تأثير فعلي كنا نأمله. والواقع أن تصور اختلاف النظرة إلى أدبنا بعد نوبل محفوظ عما كانت عليه قبل فوزه بالجائزة العالمية ينطوي على سذاجة مؤكدة؛ لأن بعض الآراء التي تتصف بشمولية النظرة، وعمقها، تؤكد أن التآمر على حضارتنا وثقافتنا العربية، كان قائمًا قبل نوبل، ولا يزال متواصلاً بعدها. قبل أن يصبح سلمان رشدي ممثلاً عنا فقد كان مرشح العام التالي -بعد محفوظ- واحدًا من اثنين: كامليو خوسيه ثيلا مؤلف "باسكوال ديوارتي" وسلمان رشدي مؤلف "آيات شيطانية"!. وأكدت أقلام غربية كثيرة -بل وبعض الأقلام التي تكتب للأسف بالعربية- أن منح نوبل لأديب عربي -نجيب محفوظ تحديدًا- كان فلتة أو خطأ. وكما روى لي الصديق الدكتور عبد الله أبو هشة أستاذ الأدب الألماني، فقد تولت ترجمة أعمال نجيب محفوظ إلى الألمانية دار نشر كبرى، لكنها تعلن العداء الصريح للعرب. ولا يخلو من الدلالة أنها عهدت بمهمة الترجمة لمترجمين لم تزد إسهاماتهم من قبل عن ترجمة الرسائل العادية في مجالات التصدير والاستيراد!.. وصدرت "أولاد حارتنا" و"حضرة المحترم" و"اللص والكلاب" و"الطريق" وغيرها، في ترجمات سيئة، دفعت المثقفين الألمان إلى التساؤل بدهشة: هل هذا هو الأديب الذي نال نوبل؟!. في المقابل كان فوز جابرييل جارثيا ماركيث فرصة جيدة -نحن الذين صنعناها!- للتعريف بالأدب المكتوب بالأسبانية. ترجمت كل أعمال ماركيث، والعديد من أعمال إيوسا وبورخيس وأكتافيو باث وثيلا وغيرهم. وبالطبع فقد ساعد على عملية الترجمة من الأسبانية إلى العربية، خلو النظرة العربية من الرفض، أو التعصب، إزاء الثقافة الغربية. بل إنها -في الأعم- نظرة متشوفة، يشغلها المتابعة والتحصيل والإفادة. وهو ما يختلف تمامًا عن نظرة الغرب إلى ثقافتنا والتي تحددت من خلال بعض كتب التراث، مثل "ألف ليلة وليلة". أما الإسهامات المعاصرة، فإن مجال دراستها يقتصر على إسهامات المستشرقين، والأقسام المتخصصة بالجامعات.

عبد الرحمن ابراهيم محمد العمايره
من قبل عبد الرحمن ابراهيم محمد العمايره , معلم , وزارة التربية والتعليم

الأدب العالمي هو الأدب الذي ارتقى إلى مستوى العالمية، واجتاز الحدود بين الدول، وترجم إلى كثير من لغات العالم، وحقق انتشارًا واسعًا، وشهرة كبيرة، بفضل ما يمتلك من خصائص فنية، تتمثل في تصويره بيئته، وتعبيره عن قضايا تهم الإنسان، مثل أدب: وليم شكسبير أو تولستوي أو فكتور هيجو أو آرنست همنغواي أو غابرييل غارثيا ماركيز.

 ومثل هذا الفهم لهذا المصطلح غير بعيد عن المعنى الذي قال به الشاعر الألماني غوته«تـ1832» وهو أول من استخدم مصطلح «الأدب العالمي» Weltliteratur - the literature of the world، ويعني غوته بهذا المصطلح الأدب، ولاسيما الشعر، الذي يرتقى إلى مستوى الإنسانية في موضوعاته وفنه، ولا يتخلى عن بعده القومي أو الوطني أو المحلي، ويحلم غوته بأن آداب الأمم سوف تلتقي ذات يوم في هذا الأدب العالمي، ولكن من غير أن تتخلى عن خصائصها المحلية ومن غير أن تذوب في وحدة الأدب، فهو لقاء إنساني، وهذا المصطلح هو قرين مصطلح الأدب المقارن والمرشح له، وقد نشآ معًا وكأنهما توأمان.

وكان غوته ذا أفق إنساني، فقد حاول تعلم العربية ليقرأ القرآن بها، وأعجب بألف ليلة وليلة، كما أعجب بالشاعر الفارسي «حافظ الشيرازي» ووضع ديوانه «الديوان الشرقي للشاعر الغربي» وفيه تأملات شرقية من وحي «حافظ الشيرازي»، كما كتب غوته عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعبر عن إعجابه به، وبذلك مث'َل رؤية إنسانية منفتحة على العالم، كما مهد لنشوء الأدب المقارن. وتعد عالمية الأدب أو فكرة الأدب العالمي فكرة إنسانية ذات طموح بريء بعيد عن الأغراض السياسية وبعيد أيضًا عن محو شخصيات الشعوب، ووسيلة تحقيق العالمية هي الترجمة في المقام الأول، وإن كان ثمة خلاف كبير حول جدوى الترجمة، إذ كيف يمكن درس نص بغير لغته الأصلية؟ لأن الترجمة تفقد الأدب كثيرًا من خصائصه الفنية، ولا سيما الشعر، ولكن يبدو أنه لا بد في المحصلة من الترجمة. وتنهض بالدعوة إلى العالمية المؤسسات الثقافية والجمعيات والروابط الأدبية والجامعات ووسائلها الصحف والمجلات والكتب، وهدفها المعرفة والإخاء والمحبة بين الناس والشعوب، وهدفها أيضًا الرقي بالذوق الفني.

والطموح إلى العالمية طموح قديم عرفته البشرية في الأديان والثقافات، فالسيد المسيح عليه السلام بش'ر بالعالمية، إذ تتلخص دعوته بالقول المعروف: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المحبة. والأرض ههنا تشمل الكرة الأرضية كلها لا بقعة بعينها، كما أن لفظ الناس يشمل الشعوب كافة. كما نجد الطموح إلى العالمية في الدين الإسلامي، فقد قال المولى عز وجل في محكم التنزيل: }وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين{، وكان الخطاب في القرآن الكريم دائمًا إلى الناس كافة، كما كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يؤكد دائمًا أن الناس جميعًا ينحدرون من أب واحد وأم واحدة، وأنهم جميعًا من تراب، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم، كما يروى عنه عليه الصلاة والسلام قوله: «الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله». ونجد بعض الأدباء والمفكرين والفلاسفة أصحاب طموح إلى العالمية، أمثال المعري الذي يقول:

ولو أني حبيت الخلد فردًا

لما أحببت بالخلد انفرادا

فلا هطلت علي'َ ولا بأرضي

سحائب ليس تنتظم البلادا

وهذا الطموح إنساني أيضًا، ولا يمتلك شيئًا من القهر والقمع، ويمكن أن نذكر اتجاهين حققا العالمية، الأول هو الرومنتيكية، فقد دعا الاتجاه الرومنتيكي إلى العالمية وحقق المستوى العالمي في الشعر، وقد مثله كل من «لورد بيرون وشيلي وكيتس وورد زورث»في قصائدهم التي كانوا يرقون فيها إلى مستوى الإنسانية، وفي تطلعهم إلى تحقيق التغيير والخلاص للعالم كله، وإن كانت تطلعاتهم حلمية غير قادرة على الفعل في الواقع. أما الاتجاه الثاني الذي دعا إلى الأدب العالمي بصورة غير مباشرة وحققها فهو أدب الواقعية الاشتراكية، ولاسيما عند روادها الأوائل أمثال «تولستوي ومكسيم غوركي وتشيخوف» إذ إن أدب هؤلاء الإنسانيين حقق مفهوم الإنسانية وارتقى إلى مستوى العالمية ليس عن قصد، وإنما من خلال حب هؤلاء الأدباء للإنسان وتعاطفهم مع آلامه، ورغبتهم في تحقيق الخلاص للإنسان، ومن خلال صدقهم في تصوير الواقع في العهد القيصري، فكانوا يجمعون بين الواقعية في التصوير والرومانتيكية في حلم التغيير.

وقد تحقق الأدب العالمي في شعر شعراء مناضلين دافعوا عن الإنسان، ودعوا إلى الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية، أمثال الشاعر التركي «ناظم حكمت»، والشاعر التشيلي «بابلو نيرودا»، والروائي غابرييل غارثيا ماركيز.

 ولكن الدعوة إلى الأدب العالمي تمركزت في أوروبا أولًا ثم في أمريكا ثانيًا، وأصبح المقصود بالأدب العالمي ما كتب بالإنكليزية أولًا ثم بالفرنسية ثانيًا، وهو ما يسمى بالمركزية الأوروبية، ورأى الدارسون الأوربيون أن الآداب التي تحقق العالمية هي الأدب اليوناني والروماني ثم الآداب الأوروبية، وربما اتجه هؤلاء الدارسون إلى الشرق قليلًا ليذكروا «طاغور» الشاعر الهندي، ولكن لم يحظ الأدب العربي إلا بالنزر القليل جدًا من الاهتمام من خلال ظروف ومناسبات تخضع للمصادفة، على نحو ما حظيت به «رسالة الغفران» للمعري أو بعض الأدباء المعاصرين الذين عاشوا في المهجر الأمريكي أمثال «جبران خليل جبران»، وربما لأن جبران كتب بالإنكليزية، فقد أقيم له تمثال في واشنطن، وهناك جمعيات أدبية في أمريكا باسمه، وما يزال كتابه «النبي»، وقد وضعه بالإنكليزية، مقروءًا إلى اليوم، وطبعاته تتجدد، وهو دعوة إلى البراءة والسماحة والحب كتبها جبران بأسلوب بسيط عفوي. وإذا كان حظ الأدب العربي من العالمية قليلًا فإن ذلك لا يرجع إلى أسباب خاصة به، ففي الأدب العربي من المؤهلات ما يرشحه إلى العالمية، ولكن هناك أسبابًا خارجية جعلت حظه من العالمية قليلًا، منها ضعف العرب وقوة الغرب، والقوي لا يهتم بالضعيف إلا من خلال مصلحته الخاصة، ولعل هذا السبب هو أهم الأسباب، وعنه تتفرع أسباب أخرى منها غياب الترجمة وتقصير العرب أنفسهم في التعريف بأدبهم، ويمكن القول إن الشاعرين «أدونيس» و«محمود درويش» والروائي «نجيب محفوظ» والمفكر والناقد «إدوارد سعيد» قد حققوا جميعًا قدرًا غير قليل من العالمية.

 ولابد من أن نشير إلى أن المقارنين الفرنسيين، وعلى رأسهم «بول فان تييغم»، قد رفضوا فكرة الأدب العالمي وسخروا من رأي «غوته»، وسار على هذا النهج رائد الأدب المقارن في الوطن العربي «د.محمد غنيمي هلال»، وظن أولئك جميعًا أن «غوته» يقصد وحدة الأدب العالمي وأنه يدعو إلى حلول الأدب العالمي محل الأدب القومي، ولكن «غوته» لم يقصد إلى ذلك، وقد طرح المقارنون الفرنسيون مصطلحًا بديلًا هو الأدب العام، ولا يختلف في فهمهم لهذا المصطلح عن فهم «غوته»، ولذلك يظل رأي «غوته»جديرًا بالدرس، لأنه المبشر بالأدب المقارن والممهد له.

ولا بد هنا من التمييز بين العالمية والعولمة، فالعالمية اختيار ثقافي حر، وهي طموح إنساني وحلم جميل، غايته التعارف والتواصل بين الشعوب، والحفاظ على الخصائص القومية والمحلية لثقافة كل شعب، ووسيلة العالمية النوادي والصحف والكتب والدوريات والترجمة، في حين أن العولمة هي نظام اقتصادي واحد يراد فرضه على العالم بالقوة وعبر الشركات المتعددة الجنسيات، بالاستفادة من خيرات الشعوب وثرواتها الأولية، وتسخيرها لتشغيل المعامل في الدول الصناعية، وفرض أنموذج اقتصادي عالمي، ودحر الاقتصاد المحلي، وسيطرة أنموذج ثقافي واحد، وتغييب الثقافات المحلية وتذويبها في ثقافة سائدة، ومما لاشك فيه أن هذا الاقتصاد الواحد المسيطر هو اقتصاد القوي، وأن هذا النموذج الثقافي المراد له أن يكون وحده السائد هو نموذج ثقافة القوي، وهذا ما تتطلع إليه أمريكا، وتدعو إليه في أشكال دعاوية مختلفة، منها النظام العالمي الجديد والعولمة والديمقراطية، وتتخذ وسيلة إلى ذلك وسائل الاتصال والتوصيل، من مثل الحاسوب وشبكة المعلومات العالمية والبريد الإلكتروني والقنوات الفضائية وسيطرة اللغة الإنكليزية، لغة الحاسوب ووسائل الاتصال والمؤتمرات العالمية، كما تتخذ وسيلة إلى ذلك الموسيقا والأغاني الهابطة والأفلام السينمائية والتلفزيونية والقنوات الإباحية ومطاعم مكدونالدز والشركات العابرة للقارات والمتعددة الجنسيات والفنادق العالمية، وفي حالات أخرى تتخذ من التدخل العسكري المباشر وسيلة إلى ذلك.

 ويزعم دعاة العولمة أن فرص عمل كبيرة ستتاح للشباب، وأن العالم سيتحد وستزول الحدود بين الشعوب، وسيصبح العالم كله قرية صغيرة يحكمها اقتصاد واحد وتسودها ثقافة واحدة، كما ترى في العولمة وفي النظام العالمي الجديد نهاية التاريخ، ومثل هذه الدعوة وهم يستحيل تحققه، لأن شعوب العالم تسعى دائمًا إلى الحفاظ على موروثها وتأكيد هويتها وتحقيق تميزها عن الشعوب الأخرى واختلافها، ويبدو أن العالم يزداد مع العولمة انقسامًا، إذ يزداد غنى دول الشمال، ويزداد فقر دول الجنوب، كما تزداد الهوة اتساعًا بين هذه الدول وتلك، فدول الجنوب تعيش في الحد الأدنى من مستوى العيش، ودول الشمال، ولاسيما الدول الصناعية، تعيش في الحد الأعلى من الرفاهية، وهذا يؤكد أن العولمة هي مجرد وهم.

 

 ومصطلح العالمية هو بالإنكليزية UNIVERSALISM من كلمة UNIVERSAL وتعني العالمي، أو الكوني، ومصطلح العولمة بالإنكليزية هو GLOBALIZATION وأصله من كلمة GLOB وتعني الكوكب، ولاسيما كوكب الأرض، وقد ترجم المصطلح في البدء إلى العربية بـ «الكوكبية»، ولكن هذه الترجمة لم تنتشر، ولم تستقر، وشاعت الترجمة الحالية: العولمة، وهي على وزن فوعل من العالم، وهذا الاشتقاق جديد، ولا نجده في المعجم، ولكنه استقر، ولعل الخلط بين العولمة والعالمية راجع إلى اشتقاقهما معًا من كلمة عالم، إن لم يكن هذا الخلط في بعض الحالات مقصودًا للخداع والتضليل.

Omar Saad Ibrahem Alhamadani
من قبل Omar Saad Ibrahem Alhamadani , Snr. HR & Finance Officer , Sarri Zawetta Company

شكرا لدعوتك

اتفق مع اجابة الزميل عبدالرحمن ابراهيم الشاملة

مع التقدير

Shady Ali - CMA
من قبل Shady Ali - CMA , Senior Accountant , Smart Code for business services

بالنسبة لى فالأدب العالمى هو الأدب الذي يستطيع التحدث للعديد من الثقافات بإستخدام لغة واحدة

السعيد الحسين
من قبل السعيد الحسين , production chemist , ElNasr Company for intermediate Chemical

الأدب الذي يستطيع التحدث للعديد من الثقافات بإستخدام لغة واحدة

Abdelghani faleh
من قبل Abdelghani faleh , استاد , في رحاب الحداثة

ان الادب باعتباره شكلا من اشكال التعبيرالتخييلي و الواقعي يتخد طابعا محليا انطلاقا من اللغة التي يعبر بها  اضاقة الى انفتاح بعض الادباء و المفكرين على اللغات و الثقافات العالمية و هنا س اسرد للصدقاء بعض الامثلة على سبيل المثال لا الحصر,

la littérature maghrébine d'expression française(الادب المغاربي باللغة الفرنسية) هو ادب يعبر عن عن الثقافة المغاربية باللغة الفرنسية نتيجة للستعمار الفرنسي لهده الدول مما اعطاه صبغة عالمية و واجهة قراء واسعة و عالمية,

la littérature de voyage  هدا النوع من الادب يعد اكثر عالمية لكونه(ادب السفر يسر يسرد حكايات اما تخيلية او واقعية للكتاب في رحلاتهم عبر بلدان العالم,  

Shadi Alomary
من قبل Shadi Alomary , Simultaneous Interpreter , Pegasus

الله أعلم ، لست ممن على إطلاع و دراية بالأدب ، فهذا الإختصاص له أهله و ذووه . أما إن طلب مني أن أبدي الرأي، فإن ما استطيع القول هو أن كان العمل الأدبي ذا معنى عميق يفيد البشرية في أي مجال كان ، فإني أعتبره أدباً عالمياً حتى و لو أنه لم ينتشر و يتخطى حدود الدول و اللغات و الثقافات ، و لو كان الأمر غير ذلك ، فلقلنا أن بعض المسلسلات و الأعمال الفنية صالحها و طالح هو عبارة عن أدب عالمي في هذا الزمان لوجود المحطات التلفزيونية و دور نشر تنشر الطيب مع الخبيث . و حاشا أن تسمى بعض هذه الأعمال أدباً و لو زينت للناس بورق نفيس أو شاشات عملاقة و عريقة . و لو أنا اجتمعنا على أن مقياس الأدب العالمي هو انتشاره في العالم كما يظن البعض ، فإن الخبيث من المسلسلات التي تعرض و التي يكون بعضها مأخوذ عن كتب و قصص عالمية و يزينوها و يدعون أنها أدب عالمي و يندرج في مسمى الفن و الأدب بريء منهم كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام. 

أخيراً ، الأدب العالمي من وجهة نظري ، هو الأدب الذي يرقى لما في هذه الكلمة من معني ، رواية أو قصة أو عملاً فنياً أو شعراً . بشرط أن يكون موافقاً للفطرة التي فطرنا عليها من أخلاق . فالفطرة عالمية تشمل جميع بني آدم و إن كان هذا الأدب لم يسمع به إلا من صاغه فهو عالمي . و ما عدا ذلك فهو أدب سخيف و لو وصل إلى مشارق الأرض و مغاربها .

 

Ahmad Saleh
من قبل Ahmad Saleh , Part-time English Teacher , ITA

شكرا على الدعوة الكريمة. و الشكر الجزيل أيضا على الإجابات الرائعة و بخاصة  اجابة الأستاذة مها و الأستاذ عبد الرحمن 

kholod أبو خبيزة
من قبل kholod أبو خبيزة , مدرسه خصوصي , مركز ماجد التعليمى

الادب الذى يتعدى اللغه الام وفيه تترجم الثقافه الى عدة لغات ليسهل وصولها عالميا

المزيد من الأسئلة المماثلة

هل تحتاج لمساعدة في كتابة سيرة ذاتية تحتوي على الكلمات الدلالية التي يبحث عنها أصحاب العمل؟