ما هي ايجابيات الآثار الاقتصادية للاعلان و الترويج ؟

وبرغم تلك الإيجابيات للآثار الاقتصادية للإعلان والترويج، إلا إن هناك بعض الآثار السلبية الأساسية للإعلان، من الناحية الاقتصادية وخاصة الإعلان التلفزيون نذكر منها الآتي():

• الاتجاه السائد في الإعلان التلفزيوني الاستهلاكي يعطي المستهلك بيانات غير كافية، بحيث لا يكون قرار الاستهلاك متخذًا على أساس سليم، ويكون لهذا نتائج سلبية على أكثر من صعيد.
• المبالغة في استخدام الإعلان قد يؤدي إلى ارتفاع نفقات التوزيع ارتفاعًا ملحوظًا، وهذا الارتفاع في النفقات قد يفوق في بعض الأحيان مجمل الإيرادات الناتجة عن زيادة المبيعات التي تحققت نتيجة استخدام الإعلان عن السلع المباعة.
• الإعلان المستمر والمنتظم قد يقلل من حرية المستهلك في اختيار السلع الأخرى المتشابهة أو البديلة، التي لا يتم الإعلان عنها بالقوة والانتظام ذاتهما، برغم ما تتمتع به هذه السلع التي لا يعلن عنها من مزايا وفوائد.

وقد أدت العوامل السابقة إلى تشكيل قناعة عامة مفادها عدم وجود قاعدة حاسمة تطبق لمعرفة نتائج الإعلان والترويج الاقتصادية في الحالات كافة، لاسيما فيما يتصل بالعلاقة بين نفقات الإنتاج وأسعار البيع. ويعد هذا الاستعراض إلى التأثير الاقتصادي بكلتا حالتيه الإيجابية والسلبية نرى أنه ما من عمل كامل بكل جوانبه حيث لابد من إن يتعرض لبعض الانتقادات لذلك إن ما وضحناه من الإيجابيات والسلبيات ما هو ألا توضيح مبسط إلى القارئ لغرض معرفة آثار الإعلان بالنسبة للمنتج أو المستهلك.

أولا: التأثير الاجتماعي

يمثل الإعلان العلاقة بين أفراد من المجتمع وهم المعلنون وأفراد آخرون وهم المستهلكون الحاليون والمرتقبون، وهو نوع من الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد، وكذلك بين المجتمعات المختلفة، فالنشاط الإعلاني يتأثر بالمجتمع المحيط به كما يؤثر فيه، فهو يناسب ظروف وعادات وقيم المجتمع، فالإعلان الهادف فيه خدمة إنسانية كبيرة ومن هذه الخدمات الاجتماعية التي يقدمها للمجتمع (). إن الإعلان الجيد أحد القنوات المهمة للتعليم لأنه يقدم معلومات ومعارف جديدة تتعلق بالخصائص الفنية للسلع وطرق استخدامها واستهلاكها بأساليب تتناسب مع عقليات الأفراد المختلفة، ولاسيما حين تكون السلعة التي يجري الإعلان عنها متمتعة أصلاً بقيمة عالية من الجودة ويتضمن الإعلان عنها معلومات تتصل بالمنشآت المعلنة ونظام الإنتاج، وغير ذلك من معلومات وقواعد ضرورية لحياة الإنسان نفسه()، فقد كشف الدكتور محمد طه إن الإعلان يوفر للمستهلك معلومات تساعده في اتخاذ قرار شراء السلعة وهو في منزله أو مكتبه، على نحو يقلل الجهد المبذول في البحث والتجول في الأسواق الواسعة والمتباعدة، حيث تكثر الزحمة وأوقات الانتظار أو يحتاج المتسوق إلى استخدام وسائل النقل والاتصال والتعرض لأخطار إضافية، مع ملاحظة إن بعض السلع لا يمكن توفرها في بلد المستهلك نفسه.

ولابد من إحضارها من أماكن قريبة أو بعيدة وانتظار فترات زمنية زائدة ودفع كلفة صناعية(). وإن الإعلان يزيد ثقافة أفراد المجتمع برغم عدم تضمين المعلنين رسالو ثقافية للرسائل الإعلانية بصورة عامة تؤثر في المجتمع، إلا إن هذا لا يمنع من إسهام الإعلان في زيادة ثقافة بعض أفراد المجتمع، وزيادة معرفتهم بمجموعة من المسائل والأخطار التي تواجههم كمستهلكين لسلع معينة أو متلفين لخدمات محددة، فما يقدمه الإعلان من تعريف بالمواصفات والمزايا الخاصة بالسلعة وطرق استخدامها المناسبة، يكشف عن جوانب من المسائل المتصلة بالاستخدام السليم والابتعاد عن الإضرار المحتملة وتركيز الاهتمام على اقتناء سلع مأمونة التأثير على المدى القريب أو البعيد، والإقناع عن شراء سلع مصنوعة من مواد غير مأمونة أو إنها لم تخضع لاختبارات كافية لمعرفة تأثيراتها().