ماهو مستوى تقدم الفكر الاقتصادي والمالي؟

الفكر الاقتصادى مثله مثل كافة العلوم الاجتماعية التى ترتبط ارتباط وثيق بتطور فكر الانسان و حاجاته و تطلعاته ، على هذا الاساس عرف ليونيل روبنز علم الاقتصاد عندما قال فى مطلع تعريفه ( هو العلم الذى يدرس السلوك الانسانى .... ) ، و لما كان علم الاقتصاد مصبوغ و تابع لسلوك الانسان فمن الطبيعى جدا ان يكون تطور بنفس معدلات تطور حياة الانسان من القدم الى يومنا هذا ، الفكر الاقتصادى موجود بوجود الانسان و حتى قبل ان يكون هناك علم الاقتصاد ، و يجب ان يميز الناس ما بين العلم و الفكر ، اذ ان كل علم هو بالضرورة فكر ، و لكن ليس كل فكر يرقى لأن يكون علم ،، الفكر الاقتصادى مر بمراحل كثيبرة منذ الاغريق الذين كان لهم اسهامات محترمة مثل فلسفة ارسطو فى ان النقود عقيمة لا تلد و بالتالى فانه لا داعى ابدا لعمل المرابين ،، و مرورا بالعصر الرومانى الذى كان له اسهامات ضحلة فى الفكر الاقتصادى و لكن بطريقة غير مباشرة اسس الرومان من خلال قوانينهم لفكرة تقديس الملكية الخاصه ،، و بعد انتهاء الدولة الرومانية و دخول اوروبا فى عصر الاقطاعيات ظهرت المدرسة الفرنسيه (الفيزيوقراط ) الذين اعتبرو ان النشاط الزراعى فقط هو النشاط الانتاجى الوحيد ،، ثم المذهب الميركانتيلى و عصر التجار و الذين اعتبرو ان ثروة الامم تقاس بما لديها من المعدن النفيس و بالتالى اهتموا كثيرا بالاجراءات الحمائيه ،، الى ان جاء الاب الفعلى لعلم الاقتصاد ادم سميث الذى كان استاذا للفلسفة الاخلاقية فى جامعة جلاسكو و كتب كتابه ثروة الامم الذى يعتبر بداية حقيقية لفرع جديد من العلوم مستقل بذاته و هو علم الاقتصاد ، نقل سميث الفكر الاقتصادى من المذهب الميركانتيلى الى مبادئ الحرية الاقتصادية و التجارية مناشدا بضرورة تقسيم العمل و ترك المصلحة الخاصة تلعب دورها كيد خفية تؤدى فى النهاية الى تحقيق النفع المجتمعى ككل ، و تطور الفكر الكلاسيكى من خلال اتباعه ديفيد ريكاردو و مالتس و مل ، و ظل الاقتصاد الكلاسيكى بتعاليمه عقيدة لا يمكن المساس بها حتى جاء الكساد العظيم و اثبتت هذه التعاليم فشلها و استطاع جون ماينرد كينز ان يضع علاجا للأزمة بنقل الفكر الاقتصادى الى جانب الطلب و خلق ما سماه هو الطلب الفعال ، و ظلت السياسة الكنزية متوجه الى ان جاء التضخم الركودى فى النصف الثانى من القرن الماضى و الذى اثبت ان السياسة الكنزية تعمل فى اتجاه واحد فقط مثلها مثل السياسة الكلاسيكية  ، من خلال هذا الطرح السريع لتاريخ الفكر الاقتصادى اردت ان ابين ان درجة تقدم الفكر الاقتصادى و المالى الان هى نفس درجة تطور الانسان و تطور مشاكله و تطور التكنولوجيا ايضا ، و لا شك ان التطور فى الناحية الماليه تحديدا قد وصل الى حد قد يكون مزعج انواع النقود اليوم عديدة جدا و تصعب معها اتخاذ سياسات نقدية مناسبة تتفق مع اهداف الاقتصاد الكلى ،، مستوى تقدم الفكر الاقتصادى و المالى مستوى مرتفع جدا بسبب تعقد حياة الانسان و كثرة الازمات و بسبب تطور حياته بصفة عامه