كيف تحافظ على الموظفين الجدد؟

شكرا على الدعوة والمعلومات القيمة و المفيدة مع احتراماتي للجميع

شكرا لدعوتك , وللمعلومات القيمة والمفيدة

يعد الاحتفاظ بالموظفين الذين يتم تعيينهم و بخاصة المتميزون منهم أمراً بالغ الأهمية و الذي لا يقل في أهميته عن أهمية تعيينهم في المقام الأول، و العديد من المدراء يستهينون بالتكلفة المالية لتغيير فريق العمل ذي الكفاءة العالية، و لكن للثقافة الناجحة تأثيراً فعالاً و إيجابياً على عملية الاحتفاظ بالموظفين. و لقد أدرك علماء النفس الصناعي قبل وقت طويل أن ما يحفز الموظفين للعمل هو تواجدهم في بيئة عمل تضفي على حياتهم العملية معنى. و ما يحفزنا أيضاً للعمل هو حاجتنا إلى الشعور بالانتماء. و من المحتمل أن يبدو لك كل هذا الحديث روحانياَ و لكن الأمور لها أثر كبير و فعال في غرس الولاء و الإخلاص للعمل داخل الموظفين. فسوف يفكر أي شخص قد اكتسب درجة كبيرة من الاحترام في وظيفته الحالية في إطار ثقافة قوية مراراً و تكراراً قبل أن يترك هذه الوظيفة و ينتقل إلى وظيفة اخرى جديدة يبدأ فيها من جديد محاولة تحقيق نفس المكانة التي ‏حققها فعلياً في الوظيفة الماضية.

الوسط المادي المحيط

غالباً ما يغفل المديرون أثر الوسط المادي المحيط لبيئة العمل، و على الرغم من أنك في الغالب تكون مقيداً بالسياسات الجاري العمل بها في المؤسسة و الخاصة ببيئة العمل، إلا أنه بإمكانك أن تجد " ثغرة " يمكنك من خلالها أن تهيئ الوسط المادي من حولك لكي يتلاءم مع الثقافة التي تبتغيها، و من الممكن أن يكون ذلك من خلال إعادة تنظيم مكان العمل ليصبح مكتباً مكشوفاً لا تفصله حواجز أو تقسمه غرف، أو تخصيص مكان الاجتماعات غير الرسمية لتناول القهوة، أو تخصيص حجرات للاجتماعات المفاجئة غير المعد لها سلفاً، و من الأسباب التي أضفت تلك الأهمية على تهيئة مكتب العمل هي إدراك الموظفين لتأثير هذا العمل على كفاءتهم و سعادتهم – و لكن ما يثير الأسف أن معظم المديرين و المؤسسات لا يدركون ذلك البعد النفسي و العاطفي.

دعنا نواصل الحديث عن موضوع تهيئة مكان العمل، إن فريق العمل الخاص بك سوف يتلقى من صبك اهتمامك على تهيئة بيئة العمل الخاصة بك رسالة تحمل الكثير، فإن كانوا يعملون في مكان مكشوف و كان عملك في مكتب مستقل منفصل عنهم، فماذا تعتقد أن يكون رأيهم في مثل هذا الوضع ؟ من المؤكد أن لديك محادثات و مكالمات تليفونية سرية، و لكن مشاركتك لهم مكان عملهم و تخصيصك حجرة صغيرة للاجتماعات من شأنهما أن يولدا لديهم انطباعاً أكثر إيجابية، و هناك رواية ( مشكوك في صحتها ) بخصوص أحد الرؤساء التنفيذيين الجدد في هيوليت باكارد و الذي كان أول ما قام به عندما تسلم عمله في مكتبه الجديد أن خلع الباب و أماله إلى الحائط، و كثرة سماعي لهذه القصة إنما ينم عن أهمية الوسط المادي المحيط و تأثيره على الثقافة السائدة في الفريق، كما تعد هذه القصة مثالاً واضحاً على مدى فاعلية ما يطلق عليه خبراء الإدارة أساطير و خرافات في تعزيز مقدرة الثقافة على الاحتفاظ بنفسها؛ فعندما يسمع أعضاء الفريق الجدد بهذه القصص و الحكايات الأسطورية فإنهم يتلقون رسالة فعالة عما تنطوي عليه مبادئ الثقافة الخاصة بالفريق.